صِف شيئًا إيجابيًا فعله أحد أفراد العائلة من أجلك.
Honoring children
“أمّ العطاء”

في قرية صغيرة تحيط بها الخُضرة من كل جانب، عاشت أمّ تُدعى “أم ناديا”، امرأة بسيطة ولكن قلبها كان أعظم من الجبال. كرّست حياتها لأبنائها الأربعة: ثلاث بنات وولد واحد، ربّتهم وحدها بعد وفاة زوجها، وتحمّلت لأجلهم صعاب الحياة دون أن تشتكي يوماً.
كانت تبدأ يومها قبل شروق الشمس، تخبز الخبز، تنظّف البيت، وتذهب للعمل في الحقول أو في خياطة ثياب أهل القرية لتوفّر لقمة العيش. كبُر الأبناء وهم يرون تعبها ويشعرون بامتنان عميق لما فعلته لأجلهم.
كبرت البنات وأصبحن نساءً ناجحات: الكبرى أصبحت معلمة، والثانية ممرضة، والصغرى تعمل في تصميم الأزياء. أما الولد، “ياسين”، فكان أصغرهم وأكثرهم تعلقاً بأمه، وكان يحلم منذ صغره أن يرد لها بعضاً من جميلها.
وفي أحد الأيام، اجتمع الأبناء وقرروا مفاجأة أمهم بشيء يسعد قلبها. اشترت البنات لها أثاثاً جديداً للمنزل وجدّدن الحديقة التي كانت تحبها. أما ياسين، فكانت مفاجأته مختلفة تماماً.
كان ياسين قد ادّخر من عمله كمهندس في المدينة مبلغاً كبيراً من المال، ولم يخبر أحداً بنيّته. ثم عاد في أحد الأيام ومعه أوراق ملكية لبيت جميل قرب البحر، وقال لأمه:
“هذا بيتك يا أمي… تعبك طول السنين ما يقدر بثمن، لكن هذا أقل ما أقدر أقدمه لك… هنا ترتاحين، وتعيشين بقيّة عمرك في هدوء وسعادة.”
بكت الأم من الفرح، وأخذت تضم أبناءها واحداً واحداً، وهي تردد:
“ما كنت أطلب غير رضا ربنا ونجاحكم… واليوم أنتم من أهداني السعادة.”
ومنذ ذلك اليوم، صار بيت الأم مقصداً للفرح، يزوره الأحفاد، وتُقام فيه الولائم في الأعياد، وظلّ يُعرف بين أهل القرية بـ”بيت البرّ والوفاء”.
العبرة: برّ الوالدين لا يحتاج مالاً كثيراً، بل قلباً يشعر ويقدّر، ولكن عندما يجتمع الحب مع الفعل، يصبح العطاء أجمل هدية في الحياة.


WELCOM>>Give a rating for my site